السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحب رسول الله، {ثاني اثنين إذ هما في الغار}
صديق هذه الأمة، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين.
ما من عمل يرفع الدين إلا و سارع إليه، مجاهدا بنفسه، وأهله، وماله، صديق الإسلام ومصدق الرسول، سيد الأمة وخير رجالها، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحبهم إلي قلبه .
هو خير من مؤمن آل فرعون، وخير من مؤمن آل ياسين، لم يتواني لحظة عن خدمة الإسلام ونصرته، ففي كل المواقف الشداد تجد أبي بكر .
وإذا كان لأمة أن تفتخر برجالها وصناع مجدها، فما أجدرنا أن نفتخر بأبا بكر، وأن نتدارس سيرته، ونعلمها لأبنائنا وأجيالنا، وأن نذكر مناقبه، وأعماله، وأن يملأ حبه قلوبنا، بعد حب الله،ثم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فعلى أكتاف الرجال، من أمثال أبي بكر، وباقي الصحب الكرام، انتشر الدين وقامت دولة الإسلام، فهم جبالها الراسيات ثبتوها وقت الفتن، وصدوا عنها هجمات الحاقدين وقت الخطر.
أعلى الله ذكرهم، وزاد شرفهم، بقرآن يتلى إلي يوم الدين، قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة100].
فنحن نزداد شرفا، وقدرا بتدارس سيرهم واقتفاء آثارهم، حبهم علامة من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات الخزي والخسران .
وفي الوقت الذي تتدارس فيه الأمم على اختلاف مللها، وقيمها الحضارية والاجتماعية، سير قادتها ورجالها، وتذود عنهم بكل إمكاناتها ..
نجد أن أمتنا قد غفلت كثيرا عن تاريخها، وصناع مجدها، وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فراح الكثير من أبناءها يلتمس القدوة والمثل، عند رجالات الأمم السابقة حتى ملأ حبهم القلوب، فصاروا يرددون مقالاتهم، ويتبعون سبلهم، فظهر من بين أبناء المسلمين من يدعو للشيوعية، أو الرأسمالية، أو الفلسفات الغربية التي تقدس المادة والشهوات الإنسانية، وتجعلها مدارالحياة وسبب وجودها، وغير ذلك من ضلالات لاشك أنها من ثمرة الاقتداء بمثل هؤلاء الذين لا صلة لهم بدين الإسلام.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهر من بين من يدعون أنهم من أبناء هذه الأمة من يشكك في خير رجالها، وهم الصحابة فيتهمهم بالكفر صراحة ويحعل من لعنهم أصل من أصول دينه .!!!
أسوق هذا الكلام، بمناسبة ما بدر بحق الصحابي الجليل سيدنا أبو بكر الصديق، على لسان بهاء الأعرجي، النائب بالبرلمان العراقي عن التيار" الصدري ".
فقد صرح هذا الأعرجي، لقناة البغدادية العراقية بأن: "الأغلبية العراقية -يقصد الشيعة- تعاني من المؤمرات، منذ عهد أبي بكر الصديق وحتى عهد أحمد حسن البكر"..
ولنا وقفة هنا مع هذا التصريح لعلنا نفيق..
أولا : أن ما صرح به الأعرجي، قاله عن قصد، فهو ليس تصريحا ارتجاليا قد يتعلل بأنه ذلة لسان، كما أنه يعبرعن معتقده الباطل تجاه الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
ثانيا : أنهم يدرسون التاريخ جيدا، ويعرفون مدى ما قام به أبو بكر من خدمات جليلة للإسلام، وما تم في عهده من فتوحات عادت بالخير على الإسلام، والمسلمين، وفي المقابل كانت دمارا، وخرابا، علي أجداد وآباء الأعرجي من المجوس عباد النار، فقد أطفأ أبو بكر نيرانهم، وهدم معابدهم، وأزال دولتهم إلى الأبد، وهم لا ينسون له ذلك، ولذا فهم يكرهونه كراهية متوارثة يتناقلها الأجيال، من هرمز حتى وصلت إلى الأعرجي وقال ما قال.
ومن المفارقات أن الشيعة هاجوا، وثاروا، عندما هاجم الشيخ محمد العريفي -منذ أسابيع- السيستاني ووصفه بالزنديق الكافر، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وطالبوا بعزل الشيخ ومنعه من الخطابه، وطالبت الأقليات الشيعية في عدد من بلدان الخليج بمنعه من دخوله إليها !!!
وللأسف الشديد عندما تفوه الأعرجي وقال ما قال في حق سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لم تكن ردة فعل أهل السنة حكاما، وحكومات، وأفرادا قوية، ولم تكن كذلك معبرة عن مكانة هذا الصحابي في الإسلام .
بل إن الكثير منهم غارق في مشكلاته وتنظيراته، من أجل أن ينتصر لرأيه في مواجهة الآخرين، لا أن ينتصرللدين عقيدة وشريعة .
ولهذا غاب عن الكثيرين هم الدين، ولذا لا عزو أن لا يعرف ما صدر من هذا الشيعي بحق أبي بكر رضي الله عنه، لأنه غارق في معاركه الشخصية، والمذهبية متوهما أنه ينتصر للإسلام !!!
إنه زمان الغثائية الذي نبأنا به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ثوبان رضي الله عنه
«يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
زمان الغثائية الذي غابت فيه الأمة عن دينها، فصار حالها إلى ما نراه اليوم من انحدار في غياهب الجهل، والضلال .
فيا أمة المليار ..... يا ألف مليون مسلم ... من لأبي بكر اليوم ؟!!!
من لأبي بكر اليوم ؟! وقد كان للأمة مثبتا يوم وفاة الرسول .
من لأبي بكر اليوم ؟! وقد كان للأمة منافحا عن الدين يوم أن حارب المرتدين .
من لأبي بكر اليوم ؟! وقد كان للأمة سيفا بتر رؤس مدّعو النبوة .
من لأبي بكر اليوم ؟! وقد كان للأمة قائدا للفتوحات ناشرا لدين الله .
من لأبي بكر اليوم ... ؟!.
هل من مجيب !!!