طرفي العملية التعليمية هما المعلم والطالب حيث ان كل منهما مرتبط بالأخر وعلى قدر الاهتمام بهما نحصل على النتائج المرجوة من التعليم وبما يحقق تطلعات المجتمع ومتطلباته خاصة في هذا العصر عصر المعرفة وتقدمها وجودتها واقتصادها وعصر التخصص في جميع المجالات العلمية والتربوية ,فالمعلم وسيلة لتحقيق أهداف المنهج وما يحتويه من خبرات خاصة بالطالب وبما ينعكس على المواطنة الفاعلة وهذا هو الهدف الأسمى والأساسي في كل مدرسة خاصة المدرسة الابتدائية حيث أنها الخطوة الأولى في طريق الطالب للعلم والمعرفة , فالعالم المتقدم ينظر إلى هذه المرحلة المرحلة الأساسية لتربية النشء وتأهيلهم للتوافق مع المجتمع والتفاعل معه وبقدر الاهتمام بهذه المرحلة يصبح الفرد قادرا على الإسهام في تقدم المجتمع والنهوض به ومن هنا تعتبر المرحلة الإبتدائيه مرحلة تعلم المجتمع بكافة مستوياته و مرحلة النهضة التعليمية والريادية في بيئة المجتمع حيث أنها مرحلة البيئة الثانية للطالب بعد الأسرة كما أنها مرحلة البداية في تكوينه الشخصي من سن السادسة بداية التكليف إلى الثانية عشر سن التمييز من عمره حيث أنها تشمل الطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة [6ــ12] وتعتبرهذه المرحلة بداية النقش العلمي والفكري في ذهن الطالب والذي يستمر معه طوال حياته العمرية فهي
مرحلة الحقل الخصيب الذي يجب ان نغرس فيه بذور حياته الإجتماعية المستقبلية وهذا لايمكن ان يتحقق إلا من خلال معلم معدا إعدادا يتوافق مع هذه الأهداف النبيلة وغايتها المنشودة 0
فمما سبق يتضح لنا ان المرحلة الابتدائية تعتبر الخطوة الأولى للمسارالتعليمي و العلمي والفكري للطالب وتبرز أهميتها في التالي ::ـ
أهمية المرحلة الابتدائية ::ـ 1ـ تعتبر هذه المرحلة مرحلة الأساس التعليمي لجميع مراحل التعليم التالية لها حيث أنها مرحلة بداية القراءة والكتابة وهما أساس العلم والتعلم لقوله تعالى في سورة العلق ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ]1[ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ] 2[ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ]3( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم ]4( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ]5( وقوله تعالى
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }القلم ]
1(
2ـ المدرسةالأبتدائية هي مرحلة التكوين الشخصي والفكري والمهاري والمعلوماتي للطالب أو الطالبة
3ـ تعتبر هذه المرحلة مرحلة التعليم الإلزامي للطالب بل تعتبر حاليا من مسلمات المجتمع والتي يلتحق بها جميع أبناء المجتمع ومن جميع فئاته
4 ـ تعتبر هذا المرحلة مرحلة التكوين الوطني للطالب وانتمائه للمجتمع المحلي خاصة والمجتمع الدولي بصفة عامة
5 ـ هذه المرحلة مرحلة التكوين العاطفي والعلاقات الإجتماعية وكيفية تكوينها وصيانتها وان البيئة التي يعيش فيها ميدان للمصالح المشتركة والمواطنة الصالحة 6ـ كما تعتبر هذه المرحلة مرحلة تكوين الحقوق التي له والحقوق التي عليه بل يعتبرهذا الهدف الهدف الأسمى للمدرسة الحديثة خاصة الإبتدائية حيث انها لاتقتصر على المعلومات والمعارف بل لابد ان تحقق التوافق الاجتماعي والانفعالي بالأضافة للتحصيل العلمي 0
إعداد معلم المرحلة الإبتدائية ::ـ سبق أن ذكرنا أن طرفي العملية التربوية والتعليمية هما المعلم والطالب فالطالب يعتمد في خبراته التي يحصل عليها في المدرسية من المعلم الذي وكل إليه تنفيذ المنهج وما يحتويه من خبرات متعددة 0
فمهما عدلنا وطورنا مناهجنا وطرق تدريسها وتكييفها مع التطور العلمي والتكنولوجي الحديث فسوف تقع آخر المطاف في يد المعلم والذي يجب أن يكون معلما بكل مقاييس الجودة ولمراعاة هذا التطور لابد من معلم قادر على تنفيذه وتطبيقه , فإذا لم يتوفر هذا المعلم كان هذا التطور عبارة عن تغيير شكلي أوكماقيل في المثل الضرب في الحديد البارد لايعد له 0
ولكن كيف يعد معلم المرحلة الإبتدائية ؟؟؟؟
الملاحظ في هذه الجامعة ان إعداد المعلم أوالمعلمة الخاص بالمرحلة الإبتدائية أصبح شبه معدوما حيث حول مسار أعداد المعلم معلم عام أومعلم للمرحلة المتوسطة أوالثانوية في أغلب مسارات الإعداد علما بأن معلم أومعلمة المرحلة الإبتدائية هو الآداة الأولى لأي إصلاح في التعليم العام لأهمية هذه المرحلة في
مسيرة الطالب والطالبة التربوية والتعليمية كما ان هذه المرحلة مازالت تعاني من النقص في عدد من التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل حيث ان تكدس الخريجين من جامعاتنا التربوية يعود لأعدادهم لمافوق المرحلة الابتدائية 0
وحيث ان اعداد المعلم في الوقت الراهن يتم في كليات التربية فنأمل أن تتبنى كلية التربية في هذه الجامعة أعداد معلم ومعلمة المرحلة الإبتدائية وذلك بأنشاء قسم تحت مسمى ( إعداد معلم المرحلة الإبتدائية ) ويكون هذا القسم بفرعين بعمادة الكلية فرع لإعداد معلم من العنصر الرجالي وفرع لإعداد معلمة للمرحلة الإبتدائية وكالمتبع في بعض جامعاتنا المحلية لتميز هذا المرحلة بعددمن المميزات التي
نجملها في التالي ::ـ 1ـ رفع مستوى المعلم في هذه المرحلة سوف يكون مقدمة لأصلاح وتطوير جميع المعلمين في المراحل التالية لها 0
2ـ الأهتمام بمعلم المرحلة الابتدائية ينعكس على مكانة المعلم بها ويلبي التخصص العلمي بها أسوة بمراحل التعليم العام الأخرى 0
3 ـ في هذا الإعداد توحيد لمصادرالإعداد بعكس لوكان الإعداد خاصا بالمرحلة التي تليها فسوف يملي شعورا لدى المجتمع بعدم الاهتمام بها
4 ـ في هذا الإعداد توافقا مع سوق العمل وحاجة التعليم من المعلمين والمعلمات المتخصصين في المرحلة الإبتدائية والتي تنمو عاما بعد عام بسبب الزيادة السكانية المتوالية سنويا والتي تؤثر في هذه المرحلة تأثيرا مباشرا وفي كل مدينة ومحافظة
5ـ في هذا الإعداد اهتمام بأعداد معلمي هذه المرحلة الإبتدائية مهنيا وتربويا وتعليميا كما يفتح أمامهم الرقي المهني والوظيفي كما يعطيهم فرصة لأكمال دراساتهم العليا في هذا النوع من التعليم مماينعكس على تقدمه وتذليل كثير من الصعوبات التي تقابله
6 ـ التخصص في إعداد معلم هذه المرحلة يقضي على سلبية التصور ان التعليم الإبتدائي أقل أهمية من مراحل التعليم التالية له وهذا مالاحظناه خلال عملنا الأكاديمي حيث ان الطالب المعلم يفضل التطبيق العملي في المرحلة المتوسطة أوالثانوية إعتقادمنه أنها اعلى شأنا ومكانة من التعليم الإيتدائي 0
7 ـ نحن في عصر التخصص المهني والمعرفي فلايمكن ان نعارض هذا الأتجاه
فلا نجعل من يعمل في هذه المرحلة من لم يعد لها مسبقا لأن التخصص المهني أصبحا مطلبا دوليا ومحليا ولايمكن أغفاله والتنحي عنه
منقول
http://uqu.edu.sa/page/ar/183412