يحكى أن أحد البخلاء ذهب إلى المدينة ليبيع غلته من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة ذهب إلى مكتب التلغراف وكتب لزوجته البرقية التالية ( بعت الشعير بربح ... سأعود غدا ... أشواقي الحارة )
وفي اللحظة التي أراد فيها أن يسلم البرقية قال في نفسه : لماذا أكتب كلمة بعت ؟ إن زوجتي تعرف جيدا أنني جئت إلى المدينة لأبيع .. ومسح الكلمة ، ثم فكر في نفسه وقال : لماذا أكتب كلمة بربح ؟ إن زوجتي تعرف جيدا أنني لن أبيع بغير ربح .. ومسح الكلمة ، ثم فكر أيضا وقال : لماذا أكتب كلمة سأعود غدا ؟ إنها تعرف إنني عائد غدا .. ومسح الكلمة واخيرا قال : ولماذا أشواقي الحارة ؛ واليوم ليس يوم ذكرى ميلادها وليس ذكرى لزواجنا .. وشطب العبارة !!! وهكذا عاد مسرورا دون أن يرسل لزوجته رسالة .
هذه القصة تطرح قضية مهمة جدا ألا وهي قضية البخل العاطفي فمنذ متى كان للأشواق مناسبة خاصة ومواعيد محددة نكبل أنفسنا بها ؟ هل الربح المادي من البيع والشراء بالنسبة للمرأة يوازي في أهمية الربح العاطفي من الحب والاحتواء ؟
ما الجهد الذي يقدمه الرجل ؛ وما الخسارة التي ستصيبه حين يتكرم ويتعطف على زوجته بنظرة حانية أو لمسة دافئة أو كلمة رقيقة ؟ لماذا دائما نشعر الزوجة بافتقادها لحنان الرجل وضعفه الشديد بالتعبير عن مشاعره ؟