: نظّم الشاعر مقعد السعدي قصيدة بعنوان "التاريخ المسجى" في رثاء صاحب السمو الملكي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، بدأها بأبياتٍ لا يصدق فيها نبأ وفاة الأمير الراحل الذي وصفه بأنه "إمام الباحثين عن الكمال". كما وصفه بأنه "تاريخ كامل". وتساءل متعجباً:
أتاريخ بأكمله يسجى ويحمل فوق أكتاف الرجال؟!
لكنه خلص إلى أن سلطان لن يموت بسبب أعماله ومكارمه التي ستظل باقية من بعده، لأن مَن تكون له مثل هذه الأعمال لا يموت أبدا في قلوب الناس ومن ثم فإن عمر سلطان الخير لا يُقاس بعدد السنين. وعليه، فإن الرجل الذي تبكيه قلوب البشر سيظل حياً فيها صاحب عمر مديد. وأقرّ الشاعر أن سلطان أكبر مما يُكتَب فيه ويُقال عنه من خطبٍ وأشعار.
وفيما يلي نص القصيدة:
تمهل- لو سمحت - أبا المعالي
أتركب غربتين على التوالي ؟!
أتوغل في الوداع وأنت فجر
حنون تستجير به الليالي؟!
أتحترف الغياب وأنت فينا
حضور فوق أجنحة السؤال؟!
أترحل والجراح غدت كهوفاً
تغص بسرب أشباح النصال؟!
وأشرعتي قرابين التماهي
مع اليأس المرابط في خيالي؟!
تقربها الضراعة عل فيها
وميضاً للتمسح بالمحال؟!
لعل الوهم في الخبر المدوي
ترصد للحقيقة بانتحال؟!
إذا بالنعي قنبلة صداها
أصاب الآدمية بالخبال؟!
أحقاً مات مرتجل التجلي
إمام الباحثين عن الكمال؟!
أتدرج أمة في شبر ثوب؟!
أيدفن عالم تحت الرمال؟!
أتاريخ بأكمله يسجى
ويحمل فوق أكتاف الرجال؟!
تخيلت البلاد وأنت تمشي
عليها بالمهابة والجلال!
ولملمت الشعور وقد تراءى
مكانك في المجالس وهو خال!
فراغاً لا يسد ولو أقمنا
مقامك ما نشاء من الجبال!
سموكم السمو- كما عرفنا-
فلا فيه الخنوع ولا التعالي!
حياتك يا أبي ليست زماناً
حياتك بالمكارم والفعال!
أبي ما مات مثل الناس لكن
توزع في اليمين وفي الشمال!
وسلطان الذي نبكيه ميتاً
يطالعنا بأعمار طوال!
فكم من لفتة فيها حياة
لمن ظن المصير إلى زوال!
ويكفيني اسمك (السلطان) فخراً
براقاً أمتطيه ولا أبالي!
ومهما قلت تبقى أنت أسمى
من الخطب النضيدة والمقال!
"فلو صورت نفسك لم تزدها
على ما فيك من كرم" الخصال