هي ليست مصادفة, تاريخ وأرقام ووقائع تؤكد هذه النظرية: يوفنتوس بخير = إيطاليا بخير.
ربما هذا يفسر لقب "خطيبة إيطاليا" أو "حبيبة إيطاليا", خاصة وأنه لطالما كان تألق يوفنتوس على المستوى المحلي أو الأوروبي الفأل الخير لإيطاليا. ففي عام 1934, حين فازت إيطاليا بأول لقب في كأس العالم, كان يوفنتوس بطل الدوري للسنة الرابعة على التوالي. وفي 1938, فاز يوفنتوس بكأس إيطاليا. وفي 1968, حين فازت إيطاليا بكأس أمم أوروبا, كان أيضاً اليوفي بطل الدوري في الموسم الذي سبق البطولة. كذلك الأمر عام 1982, كان يوفنتوس بطل الدوري المحلي للسنة الثانية على التوالي حينها. وتكرر الأمر عام 2006, حين حصلت إيطاليا على لقب بطلة كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها, حيث كان يوفنتوس وقتها, أيضاً, بطل الدوري للسنة الثانية على التوالي.
كما تزامن الحصول على اثنين من ألقاب كأس العالم مع فترتين ذهبيتين ليوفنتوس, الأولى كانت في 1934 خلال "كوينكوينيو دورو" أي "السنوات الخمسة الذهبية" بين 1931 و 1935. والثانية كانت في كأس 1982 والتي تزامنت مع "تشيكلو ليجينداريو" أي "الدورة الأسطورية" وكانت بين 1972 و 1986.
وربما تفسر الأرقام القياسية والأسطورية لهذا النادي لقب "السيدة القاتلة". واحد وخمسون لقبًا في بطولة رسمية, الوحيد في إيطاليا بأربعين لقب وطني على مستوى الدرجة الأولى, وأحد عشر لقباً على مستوى العالم. وهو النادي الوحيد عالمياً الذي فاز بجميع الألقاب.
إيطاليوفي
أطلق هذا اللقب على الأتزوري في كل مرة تكونت فيها تشكيلة المنتخب بمعظمها من لاعبي السيدة العجوز. وهي تعتبر ظاهرة. فلا يوجد أي نادٍ آخر في العالم تمكن من تمثيل منتخب بلاده كما فعل يوفنتوس. على الأخص في السنوات التي تألقت فيها إيطاليا, كانت دائماً التشكيلة بمعظمها "بالأبيض والأسود". فهو مثّل إيطاليا عام 1934 بتسعة لاعبين, و1938 بلاعبين, وثلاثة لاعبين عام 1968, وبستة لاعبين في 1982, وخمسة لاعبين في آخر لقب حققته إيطاليا عام 2006.
يوفنتوس هو النادي الوحيد في إيطاليا الذي شارك لاعبوه بكل تشكيلة للمنتخب منذ النسخة الثانية لكأس العالم.
ومن الجدير ذكره أن اثنين من لاعبي يوفنتوس حصلا على الحذاء الذهبي في اثنتين من بطولات كأس العالم, الأول كان باولو روسي عام 1982, والثاني كان سلفاتوري سكيلاتشي عام 1990. كما ومثّل لاعبان من يوفنتوس المنتخب الأزرق في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 هما ألفريدو فوني و بييترو رافا, حينها حققت إيطاليا الميدالية الذهبية.
الفأل الحسن
ومن المفارقات التاريخية, تأثير يوفنتوس الإيجابي على منتخبات لاعبيه الأجانب, ففي 1998 كان لاعبي اليوفي ديدييه ديشان وزين الدين زيدان نجمي المنتخب الفرنسي الذي حقق لقب كأس العالم وقتها.
كما فاز ثلاثة لاعبين من اليوفي مع بلادهم ببطولة أمم أوروبا, كان ذلك مع الإسباني لويس دل سول عام 1964, والفرنسيين ميشال بلاتيني (1984) وزين الدين زيدان (2000).
أربع وعشرون لاعباً من يوفنتوس فازوا بكأس العالم, أكثر من أي فريق آخر على الإطلاق.
إيطاليوفي 2011
لعب الأتزوري في مشوار تصفيات أمم أوروبا 2012 عشر مباريات, فاز بثمانٍ وتعادل باثنتين.
ويعد الهدف الذي سجله كلاوديو ماركيزيو في مرمى صربيا في مباراة الإياب التي جمعت بين المنتخبين ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا 2012 والتي انتهت بالتعادل (1-1)، الهدف رقم 250 الذي سُجل بواسطة أحد لاعبي السيدة العجوز، ما يزيد الأرقام القياسية لهذا الفريق لاسيما أن لاعبي إنتر ميلان وآي سي ميلان سجلوا 204 أهداف و109 أهداف على التوالي.
ستة من لاعبي السيدة العجوز تم استدعاؤهم من قبل تشيزاي برانديللي للمباراة الأخيرة من رحلة التصفيات لإيطاليا, والتي توجت مسيرتها شبه الكاملة نحو البطولة بالفوز على إيرلندا الشمالية بثلاثة أهداف.
لعلّ هذا الاستدعاء قد أيقظ الذكريات الجميلة عند الإيطاليين,وبخاصة أنه لطالما أثبتت هذه التركيبة أنها المعادلة الرابحة لإيطاليا, مع تعديل بسيط عليها, وهو النهضة ضمن وسط المنتخب من لاعبي اليوفي, بعد أن كانت الصورة دائماً تتمحور حول خط دفاع اليوفي في صفوف المنتخب (ثلاثة حراس وتسعة مدافعين), لكن مع وجود آندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو الآن, أصبح للتركيبة نكهة أخرى أقوى وأفضل.
هي العودة ليوفنتوس مما لا شك فيه, بعد بداية متألقة هذا الموسم, والاستمرار على قمة التصنيف للأسبوع السادس, ومن الواضح أن هذا التوافق في النجاح بين يوفنتوس والمنتخب ليس وليد الصدفة.
وإن كان البعض يشكك بقدرة إيطاليا على الذهاب بعيداً في كأس أمم أوروبا 2012, فالبعض الآخر يعتبر أن "الوصفة السحرية" للفوز موجودة.
لذا, استمرار تألق ونجاح يوفنتوس هذا الموسم, قد يجعل الإيطاليين يحلمون ويتفاءلون أكثر.