"ويكيليكس": إيران حاولت تجنيد مدير مكتب "العربية" في طهران للتجسس لصالحها
أيمن حسن - سبق : كشفت وثيقة نُشرت على موقع "ويكيليكس" أمس الجمعة، أن حسن فحص المدير السابق لمكتب قناة العربية في طهران, ومازن حايك مدير التسويق في مجموعة إذاعة الشرق الوسط (MBC) الشركة الأم لقناة "العربية", قد خرج كلاهما مطروداً من إيران لدوافع سياسية، بعدما رفض فحص مراراً وتكراراً التعاون مع وزارة الأمن والمعلومات الإيرانية.
والوثيقة التي كُتبت في 28 أكتوبر 2008، تحت بند "سري"، تنقل عن مدير مكتب التواجد الإقليمي لإيران في دبي، ما قاله مازن حايك مدير التسويق في (MBC) من أن السلطات الإيرانية كانت مستاءة، تحديداً من مزاعم تعرّض تغطية قناة العربية لـ "حزب الله وحماس" التي أضرت بسمعة إيران.
وقالت الوثيقة: إن مدير مكتب التواجد الإقليمي لإيران IRPO اجتمع لأول مرة في 9/ 11 مع حسن فحص الرئيس السابق لمكتب قناة "العربية" في طهران، الذي غادر إيران فجأة في الأسبوع الماضي بعد أن أمضى 8 سنوات في إيران، وجاءت مغادرته إثر مزاعم حول تلقيه تهديدات من الحكومة الإيرانية.
وكان فحص قد وصل إلى إيران عام 2000 من وطنه لبنان, وحاولت وزارة المعلومات والأمن الإيرانية، إقامة علاقة معه لكنه رفض، وفي وقت لاحق سعى فحص لمتابعة الحصول على شهادة الدكتوراه, فاتصلت به وزارة الأمن والمعلومات الإيرانية مرة أخرى وقالت له إن مواصلة دراسته مشروطة بتعاونه.
فرفض مرة أخرى, واضطر إلى التخلي عن دراسته الدكتوراه, واستمر في العمل في مجال الصحافة، وكمعلق من طهران على القضايا الإقليمية مع جريدة "الحياة" وقناة "الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام.
وأضافت الوثيقة: عندما تولى "فحص" منصب مدير مكتب قناة العربية في طهران، تكهن بأن ثلاثة من العاملين لديه على ما يبدو يعملون لصالح المخابرات الإيرانية, أحد هؤلاء اعترف بأنه عضو في حزب الله اللبناني, وبعد إطلاق نشطاء وزارة الأمن والمعلومات المشتبه بهم، لاحظ أن منزله وتحركاته أصبحت مراقبة عن كثب, وبدأ يتلقى مكالمات تهديد, ثم في حفل استقبال ضم العاملين في الحكومة الإيرانية, نصحه أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني: "لو كنت مكانك لحزمت حقائبي وغادرت إيران", فاستمع له فحص وغادر إيران في اليوم التالي.
وقالت الوثيقة: في 14/ 9 اجتمع مكتب التواجد الإقليمي لإيران في دبي، بمازن حايك مدير تسويق "إم بي سي"، المجموعة الأم لقناة "العربية" الذي أخبرنا أن طرد فحص من مكتب قناة "العربية" في طهران كان لدوافع سياسية, واستشهد باتهام إيران أن المحطة تغطي ظلماً دور إيران في أنشطة حماس وحزب الله.
وقال حايك: أن ايران كانت تنتقد تغطية قناة العربية لـ "مغنية وحماس وحزب الله، والعراق", وأنها ترسل رسالة واضحة إلى السعودية مالكة MBC أن "لا تلعب معنا بعد الآن، نحن نعرف ما تقومون به"، وقال حايك: إن MBC ليس لديها خطط فورية لمن يحل محل الفحص في طهران، وسننتظر لنرى ما إذا هدأت التوترات قبل اتخاذ أي قرار.
وأضافت الوثيقة: حماس حايك لأنشطة MBC في إيران بما في ذلك إطلاق قناة الأفلام الجديدة "إم بي سي للأفلام باللغة الفارسية" تضاءل في ضوء هذه التطورات الأخيرة، مقارنة بلقاءاتنا السابقة معه, ولم تتلق MBC أي إشارة إلى أن إيران ستغلق مكتب قناة العربية في طهران، أو تضغط على حكومة الإمارات العربية المتحدة لوقف بث برامجها إلى إيران, لكن حايك المواطن اللبناني الذي غالباً ما يوجه المناقشات نحو وطنه والدعم الإيراني لحزب الله، تكهن بأن MBC قد تعاني أكثر من ردود فعل الحكومة الإيرانية.
وكشف حايك أن مراسل قناة "العربية" في العراق كان مستهدفاً في مؤامرة فاشلة بقنبلة مزروعة على جانب الطريق, وأن MBC مؤخراً حذرت العاملين في قناة "العربية" و MBC في بيروت بأن يكونوا يقظين تجاه أنشطة محتملة لحزب الله أو إيران.
وقالت الوثيقة: إن طرد فحص لا يشكل السابقة الأولى لانتقاد إيران وسائل الإعلام الأجنبية, ففي 2004 وصف مقال بصحيفة "طهران تايمز" شبكة "الجزيرة" بأنها "وكالة صهيونية تحاول تقسيم الدول الإسلامية وتشويه صورة الإسلام"، والمقال جاء رداً على كاريكاتير سياسي من قبل شبكة "الجزيرة" لرجل دين يرصد مشاكل مختلفة للعالم الإسلامي, لكن الكاريكاتير استثار الإيرانيين بقوة حين استخدم تعبير "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي".
وفي إبريل 2005 أغلقت إيران مكتب قناة "الجزيرة" 14 شهراً بعد مزاعم أن تغطيتها للاشتباكات في مدينة الأحواز النفطية في الجنوب الغربي، حرضت على المزيد من العنف, وبالمثل في يوليو 2008 رفضت السلطات الإيرانية تجديد تأشيرة نائب رئيس مكتب وكالة الصحافة الفرنسية ستيوارت وليامز.